افتتح مساء الأمس الأول بولاية السيب المبنى الرئيس لمؤسسة ضمّة للمحتوى الإبداعي. يعدّ المبنى الأكبر والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبحضور عدد من المهتمين في مجال كتابة المحتوى والتدقيق اللغوي وعدد من المترجمين وصنّاع المحتوى بشتّى مجالاته.
هل أنهيت قراءة الخبر؟ إلى أي حد تجده صادقًا؟ قد يبدو من الوهلة الأولى كذلك، ولكن لا بأس أن نشارككم رؤانا، والتي سنبلغها يومًا ما معكم وبكم، فليس كل خبر يمر أو معلومة خاطفة تطل عليك بين منشور وآخر صحيحة وحقيقية، فأنت تقف أمام أمواج هائلة ومهيبة من البيانات يتلقاها عقلك في الدقائق المعدودة التي تقضيها في تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قد تفقده مهارة التحليل والتدقيق في واقعية الأخبار والأفكار، فيمر كما يمر غيره، وقد تعيد نشره دون تحقق؛ لزخم البيانات وسرعة تدفقها دفعة واحدة.
عالم الانترنت ملئ بالبيانات والمعلومات المضللة وغير الحقيقية، وفي هذا المقال نستعرض بعض تصنيفاتها، لتكون على دراية ووعي بمصداقيتها.
المعلومات المضللة: غالبًا ما يتم استخدام هذه المعلومات بهدف التأطير على شخص أو مكان أو حدث معين، وتسليط الضوء على ما يحتمل أن يثير جدلًا من معلومات حقيقية، والتركيز عليها دون غيرها؛ لحشد الرأي العام عليها، كأن يتم تضليل المعلومات الحقيقية عن دين معين بهدف زيادة الكراهية تجاهه.
المعلومات الخاطئة: من أكثر المعلومات شيوعًا على شبكة المعلومات العالمية، وهدفها الرئيس لفت الانتباه دون وجود أي ترابط بين المعلومات، كأن تقرأ خبر يقول بأن ميسي قد وقع عقد سري مع نادي السيب العماني، بقيمة تفوق المليار دولار لموسمين. غالبًا ما يتم نشر هذا النوع من المعلومات في الصحافة الصفراء بهدف زيادة مبيعات الصحيفة دون الاكتراث لأي عنصر من عناصر المهنية.
المعلومات الكاذبة: هي التي تُنشر بين الجمهور بهدف خداعهم وإثارتهم بأي شكل من الأشكال، ويستخدم فيها ناشرها شعارات لجهات موثوقة ومعروفة. كأن يتم الإعلان عن سحوبات يومية لجوائز مالية كبير في مهرجان محلي، ويتم نشر الإعلان بوجود شعارات لمؤسسات حكومية وخاصة
المعلومات المفبركة: هدفها الرئيس دون أدنى شك هو إلحاق الضرر بالشخصية/المؤسسة المستهدفة، من خلال اختلاق الأخبار، وتزوير الأحداث.
معلومات السياق الخاطئ: قد تكون واجهت العديد من الأمثلة حول هذا النوع من المعلومات. كأن يتم نشر صورة قديمة لحادث ما بعد وقوع حادث في الزمن الحالي، وتضليل الجمهور بتشابه الحادثين وزمان وقوعهما.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسهولة التلاعب بالصور والمقاطع المرئية، من المحتم أنك مررت على هذا النوع من المعلومات أو البيانات “المتلاعب بها”، كأن ترى مقطع مرئي لرئيس دولة يلقي خطاب مليء بالأخطاء اللغوية، وتعابير وجهه غير متوائمة مع كلمات الخطاب، أو تنشر صور لتجمهر الناس حول مكان معيّن في دولة ما وتغيير بعض العناصر لتوهم المتلقي بأن الحدث قد وقع في دولة أخرى.
سابقًا كان يصعب الكشف عن حقيقة البيانات والمعلومات الواردة من عدمها، واليوم يمكن الكشف عنها من خلال توظيف التكنولوجيا ذاتها، أو من خلال الملاحظة والتدقيق البسيط كالتدقيق في ظل ونور الصورة أمتوافق أم لا؟ وتتأكد من حالة الطقس في المنطقة التي خرجت منها الصورة هل تتطابق معها أم تشوبها شائبة، كظهور الجو الصحو في الصورة، وهطول الأمطار في ذات اليوم -على سبيل المثال-.
تحديد الموقع الجغرافي: “(وهو عملية تحديد مكان التقاط الفيديو أو الصورة، وهي عملية سهلة إذا توفرت بيانات وصفية كافية؛ إذ غالباً ما تكشف بيانات EXIF من الهواتف المحمولة الإحداثيات، ويتم أحياناً تصنيف المحتوى الاجتماعي على شبكات التواصل رغم أنه من المهم ملاحظة أن هذه البيانات الوصفية قابلة للتحرير، ويمكن أن تكون مضللة، وغالباً ما يتطلب تحديد الموقع الجغرافي خصائص برية، وعلامات مرجعية تتطابق مع صور الأقمار الصناعية وصور الشوارع والمحتوى المرئي المتاح من مصادر أخرى كتغريدة في تويتـر، أو منشور في إنستغرام وفيسبوك، أو مقطع مرئي على يوتيوب أو تك توك)”*
تتدافع البيانات الآن علينا أكثر من أي وقت مضى، وستتصاعد كل يوم مع تطورات التقنيات والخوارزميات ومنتجات الذكاء الصناعي؛ لذا وعيك ومهاراتك التحليلية وقراءاتك الناضجة هي معول نجاحك في تخطي فخ التضليل الرقمي.
المرجع:
-
- كتاب: الصحافة والأخبار الزائفة والتضليل | دليل التدريس والتدريب في مجال الصحافة | سلسلة اليونيسكو لتدريس الصحافة | *بتصرف*