هَل سمعت من قبل عن أذكِياء الإنترنت؟
تتّجه المُؤسسات العْالمية والمَحلّية إلى تعزيزِ حضورِها الرّقمِي في ظلِّ التحوّل الرّقمي الذي اكتسَح شتّى المجالات بلا استثنَاء، في الوَقتِ الذي أصبحت فيه الجهات المختلفة حاضرة في منصات التواصل الاجتماعي وعلى اتصال مباشر مع عملائها؛ هَيمَن التّسويق بالمُحتوى على عَملية التّسويق عامة؛ فتزايد البَحث عَنْ كاتِب المُحتوى الأمثل الذي يَقودُ دفّةَ التّسوِيقِ في أي مُؤسّسَة مُركزًا على جَودَة المُحتَوى وتَأثيرِه المُباشرِ وغَير المُباشرِ على العُملاء، حيثُ تتواجَد المؤسسات التي تستهدِف المُستهلكين -بالمتوسط ـ في ٧ من مَنصاتِ الإعلام الاجتِماعِي.
عندما تكُون صَاحبَ مُؤسّسةٍ، فأنّتَ الأكثرُ وَعيًا بِمؤسّستِك وما تُقدِّمه مِن خِدْماتٍ أو مُنتَجَاتٍ، لكنْ هَل تَستطيع فعلًا الإجَابة عن كافةِ التّساؤلاتِ المُوجّهةِ إليكَ بوضوحٍ وَدقةٍ؟ هل تَمتَلِك المَلكَة والمَهاراتِ التّي تُمكّنُك مِن التّعبيرِ عَن أفكَارِك وتَطلعاتِك بلهجةٍ تجذبُ عُملائَك؟
حسنًا، هنا تَقِفُ عَربةُ التّسويقِ ليَرتَجِل مِنها كَاتِبُ المُحتَوى- ذكي الإنترنت، ويَعزِفُ بأصَابِعهِ السّحرِية عَلى لَوحةِ الحُروف، ينظمُ منها كلماتٍ وعباراتٍ تُشدِهك، وتجذب انتباهك أنت قبل عُملائك!
ورُبّمَا تَتَساءَل كَيف يَخدِم كَاتِبُ المُحتَوى المُؤسّسَة؟
يعتقدُ الكَثيرُ أن كَتابةَ المَقالاتِ هي وَظيفةُ كاتِب المُحتَوى، ومَحطُ تَركِيزِه ومِحورُ عَملِه، لَكِن يجب أن أُخبِرك أن وظيفتَه تَتَعدّى ذَلك؛ فَهو يَعمَلُ عَلى إِعدادِ المُحتَوى المَكتُوبِ للمَوقعِ الإلكترونِي ومَواقِعِ التّواصُل الأُخرَى، ويَتجَاوز ذَلك لِيكتُب المُحتَوى الصّوتِي للمَقاطِع المَرئيّة والمَسمُوعَة بِأسلوبٍ احتِرافِي لأغرَاضِ النّشرِ المَعرِفِي والتّسويقِ المَعرفِي، ولا تَستَغرِب أبدًا أنّ كَاتبَ المُحتَوى قَد تُناطُ إليه مَهمّةُ إعدَادِ المُحتَوى الخَاص بالعُروضِ التّقدِيميةِ ومُحتَوى المُحاضَراتِ وورَشِ العَمَل، وإن فَكّرتَ مَليًا فِيمَن يُعِدُ مُحتَوى الحَملاتِ التّسويقِيةِ، ويَبتَكِرُ الأسمَاء والشّعَارَاتِ الّلفظِية لَها، سَتَجِدُ إنّها هِي الأُخرَى إحدَى مَهام كَاتِبِ المُحتَوى، وعَلى الأرجَحِ أنّ كَاتِبَ المُحتَوى يُمكن أن يُكلّف بِمهامِ التّرجَمةِ إذا تَوفَرَت لَديهِ المَهارةُ والإمكانيةُ الُّلغوية.
١- كِتابةُ مُحتَوى آسِر
مَعروفٌ ومَألوفٌ أنّ الكَلِمةَ المُنتقاة بِعنَاية تُؤثّرُ بِسحرِها عَلى القَارِئ أو المُستَمِع، ولا ينكُر أحدٌ قُوّة الكَلِمَةِ التّي قَد تُضاهِي تَأثِيرَ أيّ قُوّةٍ أُخرَى، يَستطيعُ كاتِبُ المُحتَوى بِمهَارَاتِه المُتجدّدَةِ تَوطِيدَ عَلاقةِ المُؤسّسَةِ بِالعُملاء، وكَسبِ ثِقتهم عَن طَريقِ تَعزيزِ وتَحسِينِ المُحتَوى، جَديرٌ بِالذّكرِ أنّ المُحتَوى الجَيّد قَد يُحوِّل زَائِري صَفحَتِك إلى عُمَلاء، حيثُ أنّ ٨٠٪ مِن قَرارتِ العَميل تَتكوّن نتيجة البحثِ عن المُحتوى على الإنترنت.
٢- بَاحِثٌ جَيّد وفِكرٌ مُتفرّد
يُفكر كَاتبُ المُحتَوى بِشكلٍ مُختلفٍ ويعكس أفكَارَك بِصورَةٍ إبدَاعِية غَير تَقلِيدِيّة؛ فهو لا يَتَوقّف عَن البَحثِ وتعلُّمِ ومُواكَبةِ كُلّ ما هُو جَديدٌ ومُرتَبطٌ بِمَجالِ الكِتَابَةِ والتّسويقِ بالمُحتَوى، ولذلك فَهو عَلى عِلمٍ ودِرَايةٍ بِطرقِ البَحثِ ما يَجعله يستخدمُ الكَلمات التّي تُساعدُك في تسلُّقِ مُحركاتِ البَحثِ لتلفِتَ المُستَخدِمين، وعِندَما تَستَعينُ بكاتبِ مُحتَوى مُحتَرِف؛ فأنّتَ لا تَحصل عَلى كَلامٍ فَقط، بَل أكثَر مِن ذَلِك، فَأُسلوبُ الكِتَابَة الدّقِيقِ والمُحترفِ والفِكرِ المُبصرِ؛ سَيجذِب لَك القُرّاء والعُمَلاء عَلى حَدٍ سَواء، فحوالِي ٥٧٪ من مُسوقِي المؤسسات يؤمنون بأن التسويقَ بمحركاتِ البَحثِ يأتِي بحصادٍ وفير.
٣- يعكسُ هَويةَ المُؤسّسَة
رِسالتُك.. أَفكارُك.. تَطلُّعاتك.. رُؤاك اسكُبها بين يَدَي كَاتب مُحتَوى مَاهِرٍ، لِيبنِي مِنها جِسرًا مُتمَاسِكًا يُوصِلُك إلى أسماعِ السُّوق والفِئةِ التي تَستَهدِف بِتلقَائيةٍ ودُون تَصنُّع وتَكلُّف، مُحتَواك الحَسن والمُّعد بِعنايةٍ يَتركُ انّطِباعًا جَيدًا عَن خِبرَتِك فِي مَجالِك وفَهمِك لَه وتَمكّنك مِنه، كَاتِبُ مُحتَواك المُحتَرِف يَجب أن يَكون مُلِمًّا بِأساليبِ بِناء وتَطويرِ المُحتَوى السّلِيم، فَهو أحدُ أهم عَناصرِ التّسويقِ والتّرويجِ الفعّالة التّي تؤثر على الجُهمورِ الهَدَف.
٤- قِرَاءةُ السّوق
كاتِبُ المُحتوى المُحتَرف يَقتنِصُ الفُرَص التّي يَستطِيعُ من خِلالِها مُتابعة سُلوكِ الفِئةِ المُستهدَفةِ بقراءةِ ما يَدورُ في خلجاتِ العُملاء -الدّائمِين والمُحتَملِين- عَلى حَدٍ سَواء، مِن خِلالِ أحَاديثِهم و انطِباعاتِهم وآرَائِهم عن خِدماتِ المُؤسّسةِ نَفسها أو خِدماتِ الجِهاتِ الأخرَى التي تَتشابه أو تَتطابق مع مَا تُقدمه مُؤسستك، ويُحاولُ بِذكاءٍ مَعرفةَ الأسئلَةِ التي تَدورُ في أذهانِهم من خِلال تَعليقَاتِهم ومُنشورَاتِهم وتَغريداتِهم.
إذا كُنّت صاحِب مؤسّسة فيجب ألّا تتردّد في الاسّتِعانةِ بأذكِياءِ الإنتَرنِت ـ كُتّاب المُحتوى؛ لتُثبِت وجودك في سَاحة يشتدُ فيها التّنافُس على اعتِلاء منصّة الظُّهور، كما نفعلُ نحن في مُؤسّسة ضمّة للمحتوى الكتابي الإبداعي.